ياسمين فؤاد تقتنص نوبل الاستدامة لعام ٢٠٢٥

حنان بدوي

أعلن صندوق نوبل للاستدامة عن فوز الدكتورة ياسمين فؤاد بميدالية نوبل للاستدامة لعام 2025، وهو الأمر الذى لم يكن مجرد تكريم لمسيرة بل اعترافًا بنمط قيادة يضع الإنسان قلب العمل البيئي

مجلس الوزراء المصري برئاسة الدكتور مصطفى مدبولي هنأ فؤاد على هذا الفوز مؤكدًا أن هذا الاختيار جاء تقديرًا لدورها القيادي خلال توليها منصب وزيرة البيئة وقيادتها للعمل البيئي على المستويين الوطني والدولي

المجلس اعتبر الترشيح برهانًا جديدًا على الآفاق العالية التي بلغتها المرأة المصرية معززة بثقة الرئيس عبدالفتاح السيسي الذي آمن بقدراتها ومنحها الدعم والتمكين.

هذه الجائزة الدولية المرموقة تتويج لإسهامات الدولة المصرية ودورها الريادي في دعم الجهود الحكومية عبر مسارات العمل البيئي والمناخي خاصة بعد استضافة مصر لمؤتمر الأطراف السابع والعشرين لتغير المناخ COP27

فؤاد شكلت السياسات البيئية والدبلوماسية المناخية والتنمية المستدامة لأكثر من 26 عامًا

وكانت رؤيتها تجمع بين العلم والإنسانية ببراعة

وخلال مسيرتها المهنية المتدرجة شملت البحث العلمي والعمل الوزارى في مصر والمنصب الأممي الحالي كأمين تنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر UNCCD

حرصت دائمًا فؤاد على أن يلتقي العلم باحتياجات الناس وأن تكون السياسات مبنية على قصص وتجارب حقيقية للمتأثرين بالتغيرات

الإنسان

رغم كل الإنجازات الدولية التي حققتها الدكتورة فؤاد يبقى الجانب الإنساني الأكثر حضورًا في رحلتها

هي كثيرًا ما تتحدث عن دور الأمومة في تشكيل رؤيتها ووعيها بضرورة حماية المستقبل وتروي لحظة مؤثرة في مؤتمر التنوع البيولوجي 2018 حين دخل أحد طفليها القاعة ووضع يده على المطرقة وسط تصفيق الحاضرين وقالت في تلك اللحظة أدركت أننا نتفاوض من أجل الاتفاقات لكن أطفالنا يتفاوضون من أجل مستقبلهم

هذا الفهم العميق لقيمة الإنسان هو ما يقودها في تعاملها مع المجتمعات الأكثر تأثرًا بالتغير المناخي

الذى يشمل نساء يعِدن بناء حياتهن بعد الكوارث وشباب يطالب بالعدالة المناخية ورعاة ومزارعين يواجهون تحديات يومية مرتبطة بندرة المياه وتدهور الأراضي

وفي مصر ساهمت قيادتها في إطلاق منظومة حديثة لإدارة المخلفات

دمجت فيها بين أبعاد الاستدامة بالخطط الوطنية وطورت المحميات الطبيعية وخلقت آلاف الوظائف الخضراء.كما عززت دور كافة فئات المجتمع وعلى رأسهم المرأة والشباب في العمل البيئي والمناخي

☀️ التفاؤل المسئول

ميدالية نوبل للاستدامة ليست مجرد تقدير لمسيرة مهنية بل هي احتفاء بقيم الصمود والعمل المشترك والإيمان بقدرة الناس على تغيير واقعهم فهي تمثل لحظة فخر للعالم العربي وأفريقيا حيث تشكل الدكتورة ياسمين نموذجًا بارزًا لقيادة نسائية عربية ذات تأثير عالمي مؤثر

والجائزة تؤكد جدارتها بالإسهام بدور بارز خلال منصبها الأممي الحالي

في وقت يواجه فيه العالم تحديات متسارعة من ندرة المياه إلى موجات الجفاف و تحمل رسالة فؤاد قدرًا كبيرًا من التفاؤل المسؤول

فهي تؤكد دائمًا أن الاستدامة ليست ملفًا تقنيًا فحسب بل قضية إنسانية تتعلق بالكرامة وسبل العيش وحق كل طفل في مستقبل مستقر وآمن

فؤاد أهدت الميدالية لجمهورية مصر العربية وللنساء اللواتي يبنين مجتمعاتهن من جديد وللشباب الذين يرفضون اليأس وللعاملين الذين يحولون الندرة إلى إبداع وللأسر التي تختار الأمل كل يوم

قصة تكريم فؤاد تذكرنا أن القيادة ليست مجرد سياسات تكتب أو اتفاقات توقع بل هي قدرة على الإصغاء وعلى مدّ الجسور وعلى وضع الإنسان قلب كل قرار

مع اقتراب محطات حاسمة مثل قمة الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر COP17 في منغوليا يأتي هذا التكريم ليؤكد أن مستقبل الاستدامة بحاجة لقادة يمتلكون القوة والرحمة والإيمان بقدرة البشر على صناعة التغيير