مصر تُعيد إحياء فندق “الكونتننتال الملكي”.. خامس أقدم فنادق القاهرة 

 

في خطوة تستهدف إحياء التراث المعماري وإعادة الروح إلى وسط العاصمة، بدأت الحكومة المصرية تنفيذ مشروع تطوير فندق “الكونتننتال-سافوي” التاريخي في العتبة، المعروف شعبيًا باسم “الكونتننتال الملكي”، الذي يعود تاريخه إلى منتصف القرن التاسع عشر، ويُعد خامس أقدم فنادق القاهرة بعد فنادق شبرد في جاردن سيتي وماريوت في الجزيرة ونيو أوتيل في الأزبكية ومينا هاوس بجوار أهرامات الجيزة.

 

شُيّد فندق الكونتننتال عام 1869م في موقع استراتيجي بميدان الأوبرا، على أطلال استراحة أقدم تعود لفترة ما قبل افتتاح قناة السويس. وجاء تأسيسه ليكون بمثابة منافس مباشر لفندق شبرد العريق، حيث امتاز بطراز معماري فرنسي إيطالي، وأصبح لاحقًا ملتقى للطبقة الراقية والسياسيين والأدباء خلال القرن العشرين.

 

شهد الفندق العديد من الأحداث الكبرى، من بينها استضافة بعض ضيوف احتفالات افتتاح قناة السويس عام 1869، وكان أحد المواقع التي شهدت إعلان استقلال مصر عن بريطانيا عام 1922، كما نجا جزئيًا من حريق القاهرة الشهير عام 1952 الذي دمّر قلب العاصمة.

 

وفي سابقة غريبة، توفي اللورد كارنافون، أحد أبرز رعاة حملة اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون، داخل الفندق عام 1923، مما أثار آنذاك الجدل حول “لعنة الفراعنة”.

 

ضم سجل زوار الفندق العديد من الشخصيات التاريخية البارزة، من بينها:

•اللورد كارنافون: الذي وُجد ميتًا بغرفته بالفندق بعد وقت قصير من زيارته لمقبرة توت عنخ آمون.

•لورانس العرب (T. E. Lawrence): الضابط البريطاني الشهير الذي أقام في الفندق خلال فترة الحرب العالمية الأولى.

•الملك فاروق: الذي كان يفضل زيارة الفندق للاستمتاع بإطلالته المميزة.

•الزعيم سعد زغلول: أحد رموز الحركة الوطنية المصرية.

 

مع نهاية الثمانينيات، توقف نشاط الفندق بشكل كامل، وتدهورت حالته الهيكلية بسبب الإهمال وغياب أعمال الصيانة. وفي عام 2016، صدر قرار رسمي بهدمه، وبدأت أعمال الإزالة الفعلية في 2018 بعد تقارير هندسية أكدت أنه آيل للسقوط.

 

 

بدأت الشركة المصرية العامة للسياحة والفنادق “إيجوث” تنفيذ مشروع إعادة بناء فندق جراند كونتيننتال التاريخي في أبريل الماضي، على أن يُعاد إنشاؤه بنفس الطراز المعماري والواجهات الأصلية، مع الحفاظ على الارتفاعات التقليدية للمبنى.

 

 

ويضم المشروع فندقًا جديدًا يضم 230 غرفة وجناحًا، إلى جانب صالات مؤتمرات وحفلات، ومركز تجاري فاخر، وكازينو عالمي المستوى. وتُقدر تكلفة إعادة الإحياء بمليارات الجنيهات، ضمن خطة طموحة لإحياء وسط القاهرة وتحويله إلى وجهة سياحية وثقافية عالمية.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى